الخميس، 24 نوفمبر 2011

حسنى = حسين

 

القراءة الهادئة للخطاب: " الراجل ده ... هو لا يخاطب "التحرير" مطلقا. و لكنه خاطب "الثكنات " ليظهر في هيئة المدافع عن شرف القوات المسلحة. ثم خاطب "الداخلية " ليشد من ازرهم في ضرب الثوار. و خاطب "الإسلاميين " بالتأكيد على إجراء الانتخابات في موعدها. ثم خاطب من هم خارج التحرير بطرح موضوع "الاستفتاء" ليضع من هم خارج التحرير في مواجهة من هم داخله و يظهر هو في دور حامي الشرعيه " منقوله
 
  ده يمكن الى حنطلع بيه من الخطاب ايه الجديد نفس التعامل من اول فض اعتصام حصل فى التحرير يوم 8 ابريل نفس التعامل الوحشى الى بيحصل الجيش دعم الشرطه وحطو فى المواجهه فى الفتره الاخير وطبعا العيب مش فيه العيب فى الطراطير الموجودين فى الوزاره مفيش حاجه اسمها مش حعرف اعمل او مفيش فى ايدى صلاحيات فى الاحداث الاخيره الكل اثبت ان جهاز الشرطه من اصغر عسكرى لاكبر لو كلهم زى بعض والجيش كمان نفس النظام الى يشوف الانتهاكات دى كلها ويسكت من غير استقاله او انشقاق يبقى بيسعدهم نفس السلبيه الى كانت بتحصل فى نظام مبارك وعشان كده الناس رجعت للميدان الفديو بيوضح خطاب المشير وكل الى عملو الجيش فى المتظاهرين فى مواقف عده ضيف عليها كمان الى بيحصل فى السجون والمحاكمات العسكريه كتير كان بيجزم ان ده كلو نتيجه ان المجلس العسكرى ممارسش ديموقراطيه او انو استعان بمستشارين مش متمكنين الى اعرفو ان الى يغلط يعتزر مش يتزايد فى الخطا "الاعتذار قوه ..وليس ضعف " لكن كمان مش مسموح ليه انو يتماده فى كده ختاما كمان ازاى يطلب انو يتعمل استفتاء عشان يسيب الحكم هو كان اخد الحكم باستفتاء عشان يسيبو بكده حتى لو كان زى ما قالو ان الاستفتاء ده حيكون عشان تتبرى القوات المسلحه قدام التاريخ انها سابت الحكم بناء على طلب الشعب التاريخ كدا كدا حيحكم وحيسجل الاحداث والانتهاكات الى بتحصل
===========================
اما الناس الى فى البيوت الى معترضين على التواجد فى الميدان ف مش حكتبلهم كتير كفايه انهم يقرو مقالت الاستاز علاء الاسوانى  "ابو شامه "الى بتحكى الواقع او الفتره الى عشناها فى ظل العسكر اترككم مع المقال   
السكان في ذلك الشارع كانوا مثل سائر البشر : بعضهم أشرار ومعظمهم طيبون ، يعملون بتفان حتى ينفقوا على أولادهم . كان من الممكن أن تستمر حياتهم بطريقة طبيعية لكن القدر ادخر لهم مصيرا مختلفا :

. ذات ليلة قبيل الفجر استيقظ السكان على صراخ واطلاق رصاص . خرجوا الى الشرفات . كانت الضجة تنبعث من شقة حسن الخردواتي في آخر الشارع .
كان حسن عريسا جديدا وكانت زوجته باهرة الجمال . . هدأت الضجة وعندما طلع الصبح وجدوا جثة حسن الخردواتي ملقاة في عرض الشارع وقد علقت على صدره ورقة مكتوب عليها بخط كبير :

ــ هذا جزاء من يعصى المعلم "أبوشامة"

. سرعان ما انتشرت الحكاية : ملثمون مسلحون هاجموا حسن يريدون زوجته ولما دافع عنها قتلوه ثم اغتصبها زعيمهم "أبوشامة "

.. سرت حالة من الفزع بين السكان وهرعوا الى نقطة البوليس القريبة من الشارع . استقبلهم رئيس النقطة ، ضابط طيب في أواخر الأربعينيات يتمتع بثقة الأهالى الذين اختبروه مرارا من قبل فوجدوه شجاعا وأمينا .

طمئنهم الضابط الى أنه سوف يقبض على " أبوشامة " خلال يوم أو اثنين على أقصى تقدير . .. في اليوم التالي تكرر الأمر بتفاصيله مع فرج الحلاق . دخلوا عليه وحبسوا أطفاله الثلاثة بعد أن قيدوهم وكمموا أفواههم ثم هجم أبوشامة على زوجة فرج الذى ما أن دافع عنها حتى قتلوه وألقوا به في الشارع وعلى صدره ورقة مكتوب عليها نفس الجملة :

ـــ هذا جزاء من يعصى المعلم " أبوشامة " .
.
تكررت الحادثة بنفس التفاصيل مرة وراء أخرى .. الزوج يقاوم فيقتل والزوجة تغتصب . ظل " أبوشامة " يقتل الأزواج ويغتصب الزوجات . وفي كل مرة يشيع السكان جنازة زوج شهيد يهرعون الى ضابط النقطة ويتوسلون اليه أن يفعل شيئا ..

بعد أن زاد الحاح الأهالى اضطر ضابط النقطة الى مصارحتهم بالحقيقة فقال :

ـــــ هذا النوع من الجرائم يصعب منعه . . أنا لا أعرف الضحية المقبلة وليس لدى أفراد لحماية كل زوجة في الشارع .
هؤلاء المجرمون يجيدون استعمال السلاح كما أنهم ليسوا من المنطقة ولا أعرف أماكنهم . ...

كانت ذروة المأساة عندما أدرك الأهالي أن الشرطة عاجزة عن حمايتهم ..

أحسوا أنهم في كابوس مرعب حتى أن بعضهم ترك الشارع لكن معظمهم لم يكن يملك الاختيار ،
من أين يأتون بشقق جديدة وهم يعيشون بالكاد ، اضطروا الى البقاء في مساكنهم..

... ماحدث بعد ذلك مخجل حقا . فقد استمر اغتصاب الزوجات لكن أحدا من الأزواج لم يقتل . كف كل زوج عن الدفاع عن زوجته أو ربما كان يبدى دفاعا شكليا حفظا لماء الوجه ثم يتركها بعد ذلك ل" أبوشامة " يفعل بها ما يشاء .

في البداية كان الرجل الذى تغتصب زوجته يبدو منكس الرأس لا يجرؤ على محادثة الناس أو حتى النظر اليهم . شيئا فشيئا قل احساس الرجال بالعار من اغتصاب زوجاتهم ...

ربما بفعل العادة وربما لأن البلاء وقع عليهم جميعا .. تقبل رجال كثيرون اغتصاب زوجاتهم واعتبروه جزءا من حياتهم وانصرفوا الى أداء أعمالهم بل ان بعضهم حمدوا ربنا علنا على أن " أبوشامة " يغتصب الزوجات ولا يغتصب البنات العذارى حتى لايفسد فرصهن في الزواج . .

الزوجات المغتصبات تناقلن همسا في حكاياتهن السرية أن قدرة " أبوشامة " الجنسية خارقة لم تعرفها امرأة منهن من قبل حتى اللاتي تزوجن أكثر من مرة .

المغتصبات لم يرين وجه " أبوشامة " لأنه لايرفع اللثام مطلقا عن وجهه لكنهن جميعا وصفن شامة سوداء كبيرة بين أسفل عنقه وأعلى صدره . .

الشيخ عبد الباسط امام الجامع ( الذى اغتصبت زوجته أكثر من مرة ) قال في خطبة الجمعة

ـــ ان الرجل الذى يغتصب أبوشامة زوجته في حكم المضطر لأن مقاومة " أبوشامة " تعنى الهلاك المحقق

العجيب أن الشيخ عبد البر مع تساهله في موضوع اغتصاب الزوجات ، كان متشددا للغاية في مظاهر الدين فكان يرفض مصافحة النساء ويرفض الحديث مع اية امراة غير محجبة

أما أحمد عبد القادر .. المثقف اليساري المعروف الذى ينشر مقالاته في جرائد عديدة ويظهر أحيانا في التليفزيون فبعد أن اغتصب " أبوشامة " زوجته مرارا .. خرج بنظرية راح يرددها على الناس في المقهى :

ــ ان احساس الرجل بالعار عندما تضاجع زوجته شخصا آخر .. ليس الا احساسا رجعيا بملكية جسد المرأة ورثناه عن الثقافة البورجوازية المتعفنة ..

عندما كان أحد الجالسين يعترض كان عبد القادر ينهى المناقشة بثقة وتعال :

ــ اسمع يابنى .أنا لن أضيع وقتى معك . هل قرأت ديكارت أو نيتشه .؟!. هل سمعت عن هيجل أو شبينجلر .؟!.

كانت هذه الأسماء تصيب المستمعين بالرهبة وتلزمهم الصمت عندئذ يستطرد المثقف الكبير قائلا :

ـــ اقرأ لهؤلاء الفلاسفة وسوف تدرك أن ان اغتصاب " أبوشامة " لزوجتك ـــ في جوهره ـــ ليس الا حادثة ارتطام . قطعة لحم دخلت في قطعة لحم أخرى .. لا أكثر ولا أقل ..

على أن موقف الشيخ عبد البر والأستاذ عبد القادر كان أهون من موقف بعض الأزواج الذين بعد أن يقضى " أبو شامة "وطره من زوجاتهم كانوا يطلبون مالا أو خدمات وكان " أبوشامة " يجيبهم الى طلباتهم لكنه يتعمد أن يثنى على مفاتن زوجاتهم ليستمتع باذلالهم . .


تغيرت أخلاق الناس في الشارع و تحول معظمهم الى شخصيات أنانية منافقة كارهة تتوجس من الآخرين وتكره لهم الخير وتفرح لمصائبهم كما ساد التطرف بينهم في الاتجاهين ..

بعضهم استسلم للمخدرات والخمر والملذات ربما ليدفن احساسه بالمهانة والبعض الآخر تطرف في فهمه للدين .. فصار الحجاب والنقاب واللحية بالنسبة اليهم علامات الدين وأوله ومنتهاه ،

صار هؤلاء المتطرفون دينيا يختلفون على أمور شكلية فيتبادلون الشتائم المقذعة والاتهامات بالفسق والكفر ولا يفكر أحدهم أبدا في أنهم جميعا لايفعلون شيئا بينما زوجاتهم تغتصب بانتظام .


مر عامان ونصف العام ، ثلاثون شهرا والشارع يعيش في هذا الكابوس حتى تزوج كريم من جارته مها . كريم ابن الحاج مصيلحى ( الذى اغتصب " أبوشامة " زوجته مثل الجميع ) .. . على أن كريم بمجرد عودته من شهر العسل ذهب لأداء صلاة الجمعة ولما تكلم الشيخ عبد البر عن حكم المضطر وقف كريم وقال :
ــ يا فضيلة الشيخ السكوت على هتك العرض ليس من الدين ..

هاج المصلون عليه لكنه أصر على رأيه ثم أعلن بوضوح :

ــ ان زوجاتكم تغتصب لأنكم استسلمتم أما أنا فلن تغتصب زوجتى وأنا على قيد الحياة وسوف ترون .

كثيرون في الشارع سخروا منه لكن كثيرين أيدوا منطقه وانضموا اليه ، شباب وشيوخ كانوا ينتظرون من يشجعهم على المقاومة . بالتأكيد وصل خبر كريم وزملائه الى " أبو شامة " ففى اليوم التالي هاجم شقة كريم ليغتصب زوجته ونشأت معركة رهيبة ترددت أصداؤها في الشارع من أقصاه الى أقصاه واستمرت ما يقرب من ساعة كاملة وفي النهاية تم اخراج ثلاث جثث لشهداء من زملاء كريم ولم يلبث كريم نفسه أن ظهر وهو يجر على الأرض جثة
" أبوشامة" الذى انكشف اللثام عن وجهه الدميم الكريه بينما قبض الناس على أفراد عصابته وهللوا وكبروا وجاء ضابط النقطة ليحتضن كريم ورفاقه واحدا واحدا وقال لهم :
ــ لقد استرددتم بشجاعتكم شرفنا جميعا .


سادت حالة من الفرح الغامر بين الأهالي وحدث بينهم نوع من الاتفاق الضمنى بنسيان الماضى . لم يعد أحد من السكان يتذكر ماحدث لزوجته أو زوجات الآخرين .. استبشر الجميع أخيرا لكن السرقات بدأت تنتشر بكثافة .سرقات من كل نوع .بدءا من سرقة أحذية المصلين في الجامع وخطف حقائب السيدات وحليهن في الشارع وحتى سرقة الناس يالاكراه في ساعات الليل المتأخرة .. أحس الأهالي بخيبة أمل وبدأ بعضهم يردد أن
" أبوشامة " بالرغم من اجرامه كان يحمى الشارع من اللصوص . ذات ليلة هدد لص حمدى اللبان بمطواة وأخذ حصيلة المحل ثم فر هاربا على دراجة بخارية كانت تنتظره .

ظل حمدى اللبان يستغيث بالناس ويولول كالنساء وما أن رأى كريم وأصحابه حتى صاح فيهم :
ــ الله يخرب بيوتكم . ضيعتم الشارع . ـ. اننا نتعرض للسرقة كل يوم عيانا جهارا .. ولا يوم من أيامك يا " أبوشامة " ..

هنا لم يحتمل كريم فصاح فيه :
ــــ أنت غاضب من أجل بضعة جنيهات بينما كانت زوجتك تغتصب أمام عينيك وأنت راض .. كادت أن تحدث معركة بين كريم وحمدى اللبان لولا تدخل العقلاء . لكن كريم أدرك أن ما قاله حمدى اللبان يعبر عن رأى بعض الناس في الشارع . أؤلئك الذين ألفوا اغتصاب "أبو شامة "لزوجاتهم وتعايشوا معه ولطالما أخذوا ثمن تفريطهم في شرفهم . ذهب كريم بصحبة زملائه الى ضابط النقطة وقال له :


ــ يجب أن تؤدى واجبك في حماية الناس .

بان الغيظ على وجه الضابط لكنه تمالك نفسه وقال :

ــ سيعود الأمن قريبا

ــــ طالما قلت ذلك ولم تفعل شيئا

ــ أنا أبذل كل جهدي

ــ أنت تعلم أن كل هؤلاء اللصوص من أتباع " أبوشامة " وهم يروعون الناس انتقاما لمقتله

ــ ما تقوله بلا دليل

ــ بل هو لايحتاج الى دليل

ــ ماذا تريد يا كريم ..؟


ـــ هل أنت معنا أم علينا ..؟
ـــ هل نسيت أننى أول من هنئك بانتصارك
ــ
ـــ أنت تتكلم ولا تفعل شيئا

ــــ حاذر في كلامك

ـــ لقد واجهت الموت واستشهد زملائى أمامي فلن يخيفني تهديدك ..

ساد صمت مفعم بالغضب وفجأة طرأت فكرة لكريم فاقترب حتى صار ملاصقا للضابط ثم صاح :

ـــ افتح قميصك

بان الاضطراب على وجه الضابط وحاول أن ينهض من مكانه لكن كريم الذى توقع حركته قبض بيد على رقبته وضغط عليها ليشل حركته وباليد الأخرى نزع رباط العنق وفتح ياقة القميص.. عندئذ رأى أسفل عنق الضابط.. شامة سوداء كبيرة . .


., الديمقراطية هي الحل
 
ينشر المقال بجريدة المصري اليوم
صباح الثلاثاء 19 يوليو 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تابعونى على