الاثنين، 16 ديسمبر 2013

المديد

الاكلة دى كانت مرتبطه معايه بكل عيد صغير "عيد فطر يعنى" كنا كلنا وبعد الصلا على طول نروح على بيت عمتى سميرة عشان ناكل المديد هناك المكان اللى بتسبقنا ليه امى عشان تساعدهم فى تحضير الوليمة الست دى كان ليها دقت نبر تحلف بيها كل توشكى مديدها بيطلع كله حته واحده مفيهوش كلكعه من اول ما اتعلمت المشى وانا بصلى العيد فى الجامع بطلع انا وابويا واخواتى كلهم على جامع شارع 11 هناك بنلاقى الناس بتبدا بترديد تهاليل العيد وديما بيكون المكتبه هو مكانه الثابت كل صلاه عيد وبعد الصلا بنطلع كلنا نعيد على بعض ونروح كلنا على بيت عمتى عشان نفطر من اديها احلى مديد وبعد ما انتقلنا للمدينة بقى اشتياقى للمديد يزيد كتير كانت امى او عمتى لما انزل البلد فى مره تعملى مديد لكن كان طعم مديد العيد ميتقارنش ابدا باى مديد تانى اصلا حالة انك من يوم الوقفه تقعد تخطط وتحجز اللبن وتجيب الدقيق توديهم كلهم البيت وعمتى من بليل تجهز الحله والنبر ده كله ميتوصفش وبعد ما عمتو تعبت شوية كنت فاكر ان كده خلاص مش حناكل مديد تانى او ان سلسله المديد اتقطعت لكن اللى حصل غير كده لما العيد اللى وراه لقيت بنت عمتى رقية هى اللى بتعمل المديد فى البدايه كنت متخوف من طعم المديد اللى حيطلع من تحت اديها وانه ممكن يبوظ عليا فرحة عيدى وذقت اول لقمة عن مضض وانا بتترق حتى على طريقة فرد العجينة فى الصحن لكن لقيت ان الطعم ما اختلفش كتير اينعم هو مش زى بتاع عمتو بس هو كمان مديد يستاهل انتظاره من عيد .......... لعيد ........ 

ربنا يحفظك لينا يا عمتو ويخليكى لينا يا بنت عمتو

الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

سن ناب





كل واحد مننا بيحس ان فى حاجه معلقاه كده بالبلد والارض والاصل اللى اتخلق منه وفيه ومع استمرار الحياه وتغير المعالم وكمان تغير طباع المجتمع بتبقى مشتاق لتفصيله صغيرة تربطك بالمكان اللى انتا منه وعشت فيه طفولتك وكمان الناس اللى كانو سعداء بوجودك وسطهم كلنا بنخاف للزمن يغيرنا لكن بمجرد ما يبدا التغيير بنستسلم للموضوع من اول لمسه للتغيير ده لكن ديما بتبقى حاجه فى ذاكرتك بتفكرك بنفسك بالبدايه باول معركة ليك باول كلمة نطقتها واخر علامه سابها حد عزيز عليك
هو ده اللى بيحصل كل مره بطلع فيها من البيت بلاقى اللى بيلمسنى واللى بيفكرنى ديما باصلى واجدادى " سن ناج " مش مهم الاسم اتقال صح ولا غلط المهم ان هو ده اللى بلمسة سنيين كتير ويمكن من اول ما وعيت وعرفت اميز الحجات والبتاع ده متعلق ورا باب شقتنا من كتر ما اتعوددت عليه بقيت متعود ان صوته يطلع ديما مع صوت قفلت الباب او فتحته كل مره ببص فيها عليه وانا نازل بفتكر كويس اوى انى نوبى بحمد فيها ربنا وبقول بعدها يا مسهل عشان ابدا رحلتى بعدها فى المدينة الصاخبة واقابل الاشخاص الغريبة وبمجرد دخولى البيت بليل اقفل الباب بهدوء عشان ميصدرش صوت يزعج باقى اسرتى النيمين وابص عليها واقول الحمد لله لانى وصلت بيتنا
كل لما اسال امى عن سبب وجود الشئ ده ورا باب بيتنا تقول بكل اريحية وهى بتفتكر الماضى ده بتاع ستك الله يرحمها الستات النوبيين زمان كانو بيلبسوه كجزئ من الزينة وبمجرد ما تلاقيه متعلق على الصدر تعرف على طول ان الست دى جزئ مننا تجرى تشيل منها سبت الخضار من اول الشارع او توقف الكارو وتركبها معاك ولما الزمن اتغير والمكان اتغير و نقلنا للاقامه فى اسوان امى منسيتش تاخدها معاها واتغير مكانه من صدر امى لباب البيت و فضلت فتره طويله متعلقه على باب بيتنا فى اسوان وكل فتره امى تنضفها عشان الفضه تلمع كانها بتلبسها لكن الواقع ان مش امى بس الى كانت لبساها كلنا كنا لبسينها الحاله اللى كانت بتعملهالى لما افضل فتره باصص عليها وسرحان ياترى البتاع ده مر على كام جيل قبل امى وياترى حتكون امى اخر الممتلكين للسن ده ولا حيروح بعد عمر طويل لاختى الصغيرة حتى لما غيرنا محل اقامتنا لتانى مره كان من اول الحجات اللى امى حرصت على انه يتم نقله معانا وجود السن ده فى بيتنا بيفتحلنا طاقة كبيرة نشوف منها بلدنا اللى بعدنا عنها سنين وكمان بيجعلنا كلنا نتخيل بلادنا اللى مشوفنهاش شكلها كان عامل ازاى السن ده زيه زى كده ما الفلسطينيين بيشيلو مفاتيح بيوتهم بعد ما تتهدم السن ده هو مفتاحنا للعوده وهو الفلاشه اللى متخذنه عليها كل ذكرايتنا وذكرايات اللى قبلنا
كل واحد منكم اكيد فى حاجه حتى لو صغيرة وحتى لو كانت مش ملموسة بتربطه بمكان اجدادنا وبلادنا القديمة اتمسكو بيها قوى وبعدكم سلموها لعيالكم نوبيتنا عمرها ما حتموت
=========
منشور فى : https://www.facebook.com/humannubia

تابعونى على